تاريخ النشر : 12-06-2023
المشاهدات : 614
السؤال
السلام عليكم 
هل تجوز هذه الرسالة:

"توفي والد أحد الملحدين فعزاه أحد أصدقائه الموحدين فكتب له:
للطبيعة ما أعطت وللطبيعة ما أخذت، وكل شيء عندها بالصدف، لا قيمة لصبرك ولا طائل من جزعك ولا تنتظر من أحد شيئا، ولا قيمة لميت أو حي، ما نحن إلا حثالة كيميائية كما قال الملحد ستيفن، راحلون لا محالة، كلنا كائنات وجدنا لنهلك، جئنا من العدم وبعثنا من العدم وسنرجع إلى العدم...
البقاء للأقوى وللأصلح فلو لم يكن أبوك ضعيفا وفاسدا لما مات كما تموت القرود ، وستنتخب الطبيعة خيرا منه ليسود النوع الأفضل.
عظمت الطبيعة أجرك وشكرت الطبيعة سعيك. 
ولتقرأ على أبيك صفحات من كتاب "أصل الأنواع" لداروين، عسى أن يتطور بعد الموت."

منقول
الاجابة
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته 
 إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال عن منشور عزاء الموحد للملحد 
 الجواب : 
 أولا كيف يقال فعزاه أحد أصدقائه الموحدين لا يصح أن تكون هناك صداقة بين الموحد والملحد نعم يمكن أن يكون زميله في العمل أو الدراسة أو جار في السكن ولكن لا تقوم بين الموحدين والملحدين صداقة فالصداقة من قوامها الود والحب في الله بين الأصدقاء وقد قال تعالي ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أبائهم أو أبنائهم........) وهل هناك محادة لله أكثر من جحده والقول بقدم العالم وأن الطبيعة هي التي أبدعت كل هذا وهل هناك محادة لرسوله أكثر مما قالوه ويضاف عليه التكذيب به وبسائر من قبله من المرسلين .
 الأمر الثاني : ليس سبيل أهل العلم الربانيين الإستهزاء بمقالات الكفر والكافرين بل سبيلهم الدعوة إلي الله تعالي ودينه بالحكمة والموعظة الحسنة وإقامة الحجة علي المخالفين ودحض شبه المبطلين من الملحدين والمشركين وغيرهم من أهل الملل الباطلة قال تعالي مخاطبا رسوله (قل هذه سبيلي أدعو إلي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله .....) وقال أيضا ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) ولو أن أحد الموحدين استهزاء بمعتقد الكافرين فإن ذلك مدعاة أن يستهدف الكافر بشيء من ديننا أو برسولنا صلي الله عليه وسلم 
 الأمر الثالث : هل بفعله هذا أقام علي الملحد الحجة أو أظهر له المحجة؟ 
 الأمر الرابع : إني أنصح نفسي وإياكن بالإعتناء بما يجب علينا تعلمه من العلم الواجب وترك الإلتفات الي أمور قلما تحدث أصلا ولسنا مطالبين بأحكامها لأننا لسنا بصدد تعليم الملحدين وقد سأل رجل يوما الإمام أحمد عن الوضوء بماء الباقلاء فقال له الأمام كلاما معناه دعك من هذا ثم سأله عن ذكر الدخول إلي المسجد فوجده لا يعرفه فقال له تعلم هذا، ومقصده أنك تركت تعلم ما تحتاج تعلمه لأنه يحتاج الدخول للمسجد كل يوم ثم يسأل عما يمكن ألا يحتاجه ابدا او يحتاجه نادرا وهو الوضوء بماء الباقلاء 
 خامسا : مثل هذه الإسئلة والرد عليها يشغلني علي رد الأسئلة علي الخاص والتي كثيرا تكون لأخوات منكن فأرجو أخواتي الكريمات بالإعتناء بنوع الأسئلة لكثرة الفائدة وتعم بفضل الله ورحمته وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

logo